قُلْ لهَا فاتِنتي
قُل لَها حبيبِتي
مُعذِّبتي، بَل وَقآتِلتي
اغْرِف لَها مِن بُحور الهَائِمين
اشْتقَّ لهَا مِن مَعاجِم العَاشقِين
زِحْ غبَار الطَّلع عَن زهْرةِ حبِّي فِيك
واغرِسهَا فِي وِجدَانها
اجْعَلها معْطفَك بأيْلول وتشْرين
غَنِّ لَها قصَائدَ عنتَر
ولَحِّن لهَا أشْعَار نِزار
واقْصُص لَها ليَالِيك المُمْطرة
فَذاكَ العِطر مَا عادَ يُنْشيني
وتِلك النَّظراتُ الحُسامِية مَا عَادت تَسْتهْوينِي
ولا وَشْوشَاتك، ولا هَمسَاتِك أضْحت تُلهِمني
ولا دَقاتِ قلْبك، وَلا عذْبُ كَلامِك ظَل يُطرِبني
قلْ لهَا عِطر أنْفاسي
وَنبضَ إحسَاسي
عَلِّقها عَلى جَدائِل خُفوقِك
اجْعل مِنْها بطَلة حلقَاتك
دَعها تَحْتل فِي قلْبك مَكانَتي
ترتدِي ملاَبسي وَتتَزينُ بِحلَّتي
فقَد ضاقَ القلْب ومَا بَقيَ فِيه للصَّبر مكَان
مُلئ ألَما، وفَاض مِن الكِتمان
اهْجُرني
واتْركنِي في غَياهِب الأسَى
زِد مَرارَة سِنيني
أبْعد النَّوم عَن جُفونِي
فالسَّهر صَارَ فنًّا مِن فنُوني
وأَنا وَالقمَر وُلدنَا خِلاَّن
اهْجرْني ..
فَلم تَعُد نقْطة ضعفِي
عَانَيت مِن هفوَاتكَ ما يَكفِي
أذُنكَ تطْمحُ إلَى سَمْفونيات
ومَا صَار يُطرِبُها عزْفِي
كَان شْوقِي يمُوتُ فِي قلْبك
بَات يَلْحدُ عَلى الضَّفِّ