السلام عليكم و رحمة الله
أهلا و سهلا و تحية طيبة لجميع أعضاء و رواد
حيوانات الزينة
هواية تربية الحمام تحقق للمهتم بها متعة عالية علاوة على ما يعود عليه في النهاية عن عائد مالي و ربح وفير .
و تعتبر تربية الحمام ذات فائدة تربوية للصغار و الكبار على حد سواء و بممارسة هذه الهواية تدهشك بسرعة روح الألفة و المودة التي تنتشر بين أزواج الحمام التي يسهل بسرعة استئناسها . و يمكن دراسة دورة الحياة كاملة بدأً من البيضة حتى تفقس و خروج الزغاليل و مراقبة الطريقة المثلى التي يتولى بها الأباء ( من الحمام ) العناية بأفراخها و تعهدها بالرعاية و هذا بلا شك يتيح بسهولة و يسر فرصة دراسة كيف يمكن لمخلوق جديد أن يتكاثر و يتناسل للمحافظة على نوعه .
و بما توافق معى أن الاستمتاع الحقيقي الذي تجنيه من تربية الدواجن عموماًَ يأتي أساساً من استئناسها و الإحساس بالألفة و المودة بينك و بينها .. و الواقع أن تربية الحمام بالذات يمكن أن تدخل على صاحبها البهجة و السرور لما فيها من تآلف حميم بينك و بين هذا الطائر الأليف و يكون ذلك بالتعامل معها برفق و لطف و عند الحاجة للإمساك بها فيجب أن يكون ذلك بصبر و أناة وضعاً في اعتبارك مدى رقة و ضعف هذا الكائن الحي ، و إذ عاملتها بلطف و حنان فإنها سريعاً ما تبادلك هذا الود بحب و كلما ازددت منها قرباً كلما بادلتك هذه المشارع الرقيقة و أصبحت في النهاية أليفة مستأنسة و تضع ثقتها كاملة في شخصك الأمين .
الواقع أن المتعة الحقيقية في تربية الحمام تكون في المحافظة عليه و تربيته .. و عندما تألفك أسراب الحمام يمكنك الدخول إلى برج الحمام و بدلاً من الصد و الطيران بعيداً عنك كلما لو كنت عدواً لها فإنها تقبل عليك في دلال و تظل هادئة ساكنة في مكانها و تسمح لك برؤية بيضها و أفراخها لتستمتع لمنظرها و إذا تصادف و إن كان وقت تشريفك للزيارة هو وقت تقديم الطعام فإن أسرابها تتدفق نحوك تنتظر في لهفة ما توجد به يديك من غذاء لها ، و يقول آخر فإنها تنظر إليك نظرة الصديق المخلص صاحب الفضل و تقابل معروفك و إحسانك بالكثير من المتنان و الشكر .
و يكون الاستئناس ناجحاً و موفقاً عندما تتابع زيارة برج الحمام بصفة مستمرة لفحص و معاينة الأعشاش و مراقبة الطيور الراقدة على البيض و ملاجظة الفقس الجديد لتحديد أزواج الحمام التي تصلح لتجميعها معاً لتكوين ( أسرة ) جديدة .. و بوجه عام للتأكد من سير عملية التربية بإنتظام و دراسة مدى التقدم الحادث لكل زوج منها على حدة .
و يحدث أحيانا أن تقوم بشراء حمام جديد و تلاحظ عليه علامات الخوف عند الاقتراب منه و هذا يعني أن المالك السابق له كان جاهلاً بأصول التربية و الرعاية .. و عليك مقابلة الأمر بهدوء و لطف و يكون ذلك بالدخول عليه في هدوء مع الإمتناع نهائياً عن أداء حركات مفاجئة أو سريعة عند تواجدك في عش هذا الحمام الوافد الجديد تدريجياً سوف يألف وجودك و يصبح مستأنساً .
عندما ترغب في زيادة الألفة بينك و بين الحمام بحيث يقبل على تناول الغذاء من يديك .. قف ثابتاً في مكانك و لا تتحرك ثم إلق قليلا من الحبوب على الأرض بالقرب من مكان تجمع الحمام ، و بعد لحظات سيقبل عليك للتغذية على هذه الحبوب .. قرب المسافة بينك و بين الحمام تدريجياً يوماً بعد يوم و بمرور الأيام تستطيع في النهاية إلقاء الحبوب تحت قديم بل و يمكنك إحراز تفوق واضحا عندما تقف ماداً يدك و هي مملوءة بالحبوب و الحمام يحلق عالياً ليلتقط غدائه من يدك الحانية و العطوفة .
إن هذا الطائر يصعب على أي إنسان أن يبعد بضع خطوات عن مسكنه دون أن يراه محلقاً في الهواء أو متجمعاً في الميادين و الحدائق العامة . أو متواجداً فوق أسطح المباني و المنشآت . فضلاً على ذلك فإن له من الهواء أعداداً لا حصر لها في المجتمعات الإنسانية المتناثرة على سطح الكرة الأرضية . و لذلك تقام العديد من المعارض و الأسواق الخاصة به في شتى أنحاء المعمورة من أجل تبادل المعلومات عن هذا الطائر المبدع بين الهواة من البشر و لقد وصلت قيمة بعض الأنواع النادرة من الحمام ما يفوق ثمن أي سيارة فاخرة .
تعداد الهواة لتربية الحمام يفوق الخمس ملايين نسمة من الذكور في الوطن العربي و التي تتدرج أعمارهم من سن العاشرة و حتى سن الستون تقريباً .
أما عن المراجع الأجنبية في هذا المجال فهي قليلة و محدودة بل و تكاد تكون معدومة في جوانب السلوكيات و الطباع لهذا الطائر .