Admin Admin
المساهمات : 268 تاريخ التسجيل : 05/11/2012
| موضوع: معجزة القرآن... الربح أولاً الأربعاء نوفمبر 07, 2012 2:10 pm | |
| الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرفِ الخَلقِ أجمعين، سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحْبه قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الصف: 10]، هذه دَعوةٌ مِن الخالق الجبَّار لكلِّ مؤمِن يبحَث عنِ السعادة في الدُّنيا والآخِرة، وفيها تزكيةٌ مِن الله - عزَّ وجلَّ - بأنَّ الذي يطلُب هذه التجارةَ من المؤمنين، وهل هناك نعمةٌ وكرامةٌ تُساوي ذلك؟ أن تَسمعَ النِّداء، وتكون مِن المؤمنين تزكية مِن اللَّطيف الخبير؛ ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [النساء: 49]، ونحن نفرَح إذا أتتنا التزكيةُ مِن رئيس أو وزير أو سَفير، ونَفرح لذلك، فإذا قال أيُّ مسؤولٍ عنك أمامَ جمعٍ مِن البشَر أو منَحَك شهادةَ تزكية بأنَّك مؤمِنٌ تقيٌّ، توثق الشهادة، وتفرح لذلك وتَكتُب عنك الصحافةُ، ويتحدَّث عنك الناسُ بما نِلتَ مِن ثِقة وتزكية، سبحان الله! وربَّما كانتْ هذه الشهادةُ مِن إنسان لا يُساوي عندَ الله شيئًا، وفي حديث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ اللهَ لا يَنظُر إلى صُورِكم، ولكن ينظُر إلى قُلوبِكم وأعمالِكم))، فبعدَ الإيمان يَدْعُون الله إلى تجارةٍ ضُمِنَ رِبحُها قبل رأس المال، وهو النجاةُ مِن العذابِ الأليم، ولو دَعوْنا كلَّ وَزارات التجارة في العالَم وخُبراء الاقتصاد وجامعات العالَم، وأردنا تجارةً ونُريد الربحَ أولاً، لن تجدَ موافقةً، بل يُطلَب منك أولاً رأسُ المال، ثم سُوقٌ لممارسةِ التجارة، ثم وسائل مواصلات لنَقْل البضائع، ومواد خام، وبعدَ وجودِ ذلك عَمَل دِراسة جَدوَى فيها احتمالاتٌ كثيرة لنجاحِ هذه التجارة، وتوقُّع الربح. أمَّا تجارة الخالِق، فضمن رِبحها قبلَ رأس مالِها، وهذا تَحدٍّ لكلِّ أهل الاقتصادِ وأهل التجارة والصناعة إلى يومِ القيامةِ، الربح قبل رأس المال. أمَّا رأسُ مالِ تِجارةِ الخالق، فمعجزة أخرى؛ ﴿ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الصف: 11]، رأس مال ليس فيه تعَبٌ ولا اجتهادٌ ولا مَشقَّة، بل إيمان بالله، تَصديقٌ به، وإيمان برسولِه؛ أي: اتِّباع هديه دون مخالفةٍ، وهذا عملٌ سهلٌ ميسَّر لكلِّ إنسان، والجهاد بالنَّفْسِ والمال هذا خاصٌّ لأصحابِ الإمكانات ومَن أرادَ الزِّيادة. دعوة: ﴿ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ ما عندَ الله مِن خيرٍ كثير؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اتَّقوا النارَ ولو بشِقِّ تَمرةٍ))، ولنا عودةٌ - بإذنِ الله - إلى هذا الموضوع. وصلَّى الله على نبيِّنا محمد. شبكة الالوكة | |
|